عون يطلب من الجيش التصدي... اعلان حرب ام اعلان سيادة!

بعد سلسلة الاعتداءات الاسرائيلية وزيادة حدتها ووتيرتها، وكان آخرها استهداف بلدية بليدة مما ادى الى استشهاد احد الموظفين، اطلق رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون خلال استقباله قائد الجيش العماد رودولف هيكل صباح امس في قصر بعبدا، موقفا لافتا وجديدا من نوعه، اذ طلب تصدي الجيش لاي توغل اسرائيلي في الأراضي الجنوبية المحررة، دفاعا عن الأراضي اللبنانية وسلامة المواطنين... وذلك بعدما كانت السلطة تراقب ما يجري اكثر مما تتدخل...

الموقف لاقى ترحيب حزب الله – الذي امسك لسنوات بقرار الحرب والسلم- لكنه يطرح العديد من علامات الاستفهام، كون الجميع يعلم ان لا قدرة للجيش على مواجهة اسرائيل والدولة اللبنانية تتمسك من خلال موقفها الرسمي بالديبلوماسية وصولا الى التفاوض.

يقول مصدر سياسي واسع الاطلاع ان الرئيس عون الذي فتح بابا نحو التفاوض مع اسرائيل، لم يُطلق إعلان حرب، بل إعلان سيادة لتأكيد أن الدولة موجودة على الخريطة الأمنية والسياسية للجنوب، والجيش اللبناني بدأ يستعيد حضوره لا سيما بعد مضي نحو شهرين على تنفيذ خطة نزع السلاح.

ويشدد المصدر انه على الرغم من التصعيد، الدولة اللبناني يجب ان تكون صاحبة القرار والدور على الحدود، حتى لو كانت القدرات العسكرية محدودة مقارنة بإسرائيل، معتبرا ان عون يوجه رسالتين: الاولى الى القوى الداخلية بما فيها حزب الله بان الجيش هو مرجع الدفاع الشرعي، والثانية الى الخارج الذي يمارس اقصى درجات الضغوط بان لبنان دولة تستعيد سيادتها وتنفذ المطلوب منها، على الرغم من العلاقة الدقيقة جدا بين الجيش وحزب الله ولا رغبة بتكرار مشهدية صخرة الروشة وما يرافقها من استفزاز.

ويعتبر المصدر ان عون يريد إعادة إمرة الحدود إلى الدولة، وهذه الخطوة قد لا تكون منفصلة عن التفاوض المطروح مع اسرائيل.

ويشير المصدر الى انه حين سيتم الجلوس الى طاولة التفاوض المباشر او غير المباشر الدولة اللبنانية يجب ان تكون قادرة على التحدث باسم نفسها... وصولا الى فرض شروطها وليس فقط التلقي.

ويختم: الحزب، الذي اعتاد أن يكون الطرف الفاعل الوحيد في مواجهة إسرائيل، يبدو انه بدأ يجد نفسه مضطرًا للتعامل مع دولة رسمية لم تعد تتقاطع مع دوره الامني او العسكري إلا ضمن قواعد محددة.

رانيا شخطورة - اخبار اليوم